السبت 10 مايو 2025 - 11:49
خطيب جمعة بغداد: اليمن عمود المقاومة والعراق بين محورين

وكالة الحوزة - أكد آية الله السيد ياسين الموسوي أن اليمن يشكل عمودًا صلبًا في محور المقاومة، وأن حزب الله لا يزال القوة الأولى في لبنان. كما شدد على أهمية وحدة العراق ورفض الخضوع للهيمنة الخارجية، محذرًا من انقسام البلاد بين محوري مقاومة ومحور تبعية.

وكالة أنباء الحوزة - في خطبة الجمعة التي ألقاها يوم أمس في العاصمة بغداد، أطلق آية الله السيد ياسين الموسوي، إمام جمعة بغداد وأستاذ الحوزة العلمية في النجف، سلسلة من التصريحات السياسية والدينية القوية تناول فيها المستجدات الإقليمية والدولية، خاصة ما يتعلق بمحور المقاومة والوضع السياسي في العراق، داعياً إلى وحدة وطنية حقيقية ورفض الانبطاح أمام القوى الخارجية.

افتتح السيد الموسوي خطبته بالإشارة إلى ما وصفه بـ«استسلام ترامب، فرعون هذا الزمان»، أمام صلابة المقاومة اليمنية، قائلاً إن الولايات المتحدة اعترفت بعجزها أمام جبال صعدة وأمام شيعة اليمن الذين لم يقبلوا بأي اتفاق إلا بوقف العدوان فوراً. واعتبر أن هذا الموقف يمثل انتصاراً لنهج الإمام علي (ع) وامتداداً لفتح اليمن على يد علي بن أبي طالب، مؤكداً أن اليمن لم يحكم يوماً إلا من قبل من وصفهم بـ«شيعة علي».

وأكد السيد الموسوي أن اليمن اليوم يشكل عموداً صلباً في محور المقاومة، لا يمكن كسره لأنه قائم على مبدأ الحق والولاء لآل البيت. وأضاف أن محاولات إنهاء دور حزب الله في لبنان باءت بالفشل، مشيراً إلى أن «السيد حسن نصر الله ما زال يحمل سيف الله مرفوع الرأس، وأن حزب الله لا يزال القوة الأولى في لبنان». وهاجم من وصفهم بـ«القوى السيادية المنبطحة» التي تواطأت مع المشاريع الأميركية والإسرائيلية.

أما عن سوريا، فشبّهها بـ«ذبيحة مقطعة الأوصال» نتيجة التدخلات الخارجية من أطراف متعددة، لكنه شدد على أن المقاومة هناك باقية طالما هناك من يرفض الإملاءات الأميركية والتركية والخليجية.

وفي حديثه عن العراق، قال السيد الموسوي إن البلد يقف اليوم بين محورين: أحدهما يسير خلف التطبيع والخضوع للهيمنة الأميركية والإسرائيلية، ويوزع خيرات البلاد على الجيران دون مقابل، في إشارة إلى ما سماه «التنازلات السيادية» مثل اتفاقية خور عبد الله. وأضاف: «أصبحنا نفتخر بطاعة ترامب ونصفق لمن يبيع سيادة العراق تحت شعار الحكمة والدبلوماسية».

أما المحور الثاني، بحسب السيد الموسوي، فهو المحور «السيادي الحقيقي» الذي يؤمن بوحدة العراق من شماله إلى جنوبه دون تقسيم أو محاصصة طائفية، ويرفض أن تملي دول الجوار أو القوى الأجنبية شروطها على القرار الوطني.

وتطرق السيد الموسوي أيضاً إلى ما وصفه بـ«الديكتاتورية المقنّعة» التي تحكم العراق، مشيراً إلى فجوة عميقة بين الحاكم والشعب. وقال إن الحكومات المتعاقبة لم تُبنَ على مصالح الشعب بل على مصالح الأحزاب والكتل النافذة، ما أدى إلى تفشي البطالة وتراجع الثقة الشعبية. وأشار إلى أن الإجراءات الحكومية غالباً ما تكون انتخابية الطابع ولا تمس جوهر المشكلات التي يعانيها المواطن العراقي.

وفي محور حديثه الأخير، انتقد السيد الموسوي المشهد الانتخابي في العراق، معتبراً أن الانتخابات أصبحت أداة لتسقيط الخصوم لا وسيلة حقيقية للإصلاح. وحذر من أن معظم السياسيين الذين يرفعون شعارات الإصلاح يدخلون الحكم فقراء ويخرجون أثرياء. ودعا العراقيين إلى التمسك بالشرفاء الحقيقيين الذين يعيشون ويموتون فقراء دون أن تلوثهم المغانم السياسية.

وختم السيد الموسوي خطبته بالإشارة إلى أن ما بدأ في 7 أكتوبر في غزة سيستمر حتى تتحقق بشائر النصر لمحمد وآل محمد (ص)، على حد تعبيره، مؤكداً أن النصر لا يكتمل إلا بظهور الإمام المهدي (عج). وقال: «إننا ننتظر راية بقية الله لأن بها يكتمل نصرنا وتُجبر قلوبنا بعد فَقْدِ السيد حسن نصر الله».

سمات

تعليقك

You are replying to: .
captcha